يمتلك الحزن أدواته المتمكنة في تأثير دربه داخل النفس متى شاء .
فمن يخبر الطفلة عن هذا الجبل الذي يرقد فوق القلب بلا رحمة، فيوقفها عن جز الشريان بسكين سؤالها
(( ربــى)) تسال بكل براءة وطهارة والدها (فهد) عن خالها ياسر… فمن يشرح لها ان ياسر الطالب في كلية الملك خالد العسكرية لم يتمكن من تحقيق حلمه بان يتخرج ضابطا … إذ كان موعد الموت سابقاً لموعد الحلم … في ليلة 29 رمضان 1419هـ توفي عليه رحمة الله
وهكذا يجيب ابو ربى على سؤال ابنته وكأنه يبلل القلوب بحزنه
رضيت بـاللـي كـتـب ربــي علـى عينــــي
يــاعـل مــاهــا علـى الغـالين ديـمـومــه
يــاعـل مـا تـذرفــه لـــو مـا يسلينـــي
يسقـــي صدوقـه تــراب العــود ورسومــه
لـو المقــاديـر مــا دلــت عـناويـنــــي
مـا ودعـت ليلـة الـخـــلان مكلـومــــــه
ومـا طـاح حـلـم العيـــون اللـي تـراعيـنـي
واوهـن قــوي العـزوم وطاحـت عــــزومـه
ياعــونـة اللـه ومـاجــا منـه مـرضـينــي
النفـس فــي دبـــرة المعـبـــود محكـومـه
مـن غـاب يـاســـر وانا حزنـي مخــاويـنـي
لـيـــلٍ اذبـه لـيـــلٍ احــسب نجــومــه
واليـاس يــطـوي رجــاي ويــرتحـل فينــي
وانـــا اكـذب واصـدق (يـا ربـــى) يومــه
حتـى وانـا اصافــح اللــي جـا يــعزيـنــي
اقــول فــي خـــاطــري ذا الناس منجومــه
نـسـيـت كــل الوجـيــه اللـي تــواسـينـي
النـاس صـارت سـوى .. والأرض مـزحــومـه
ومن شفت خـالـك حـجـبه الـلـبن والطـيـنـي
بـكـيـت من طيـحـةٍ مـا عـقبها قـومـــــه
وخليت دمـعـة عـيـونــي بـيـنه وبـيـنــي
كـفـنـت بــوح العزا في بـاقـي هـدومــــه
يـا بـنتـي اللي سـكنتـي في شـرايـيـنــــي
لا تجرحــي قلبـي اللي ضا ق بهـمـومـــــه
تكـفـيـن تكـفـيـن… فيـنـي ما يـكـفينــي
لا تـنـتـبه عــبـــرة فالصـــدر مكتومــه
يـوم ان قلبــي علـى رجلـــي يـوديـنـــي
الدرب خلى زمــان الــوصــل في نــومـــه
وأقـبلــت وأقـفـيـت والـذكـــرى تبارينــي
وأزريت اذم الزمـــــان المــــر وآلـــومه
ســافــــر بـخــالك ولا ردّه على عــينــي
وأنــا أحسب أنـــه يجي للبيت بـنـجــومــه
نشرت في مجلة المختلف العدد 95 في يونيو 1999م