الاثنين 22 جمادى الثانية 1446 هجرية 23 ديسمبر 2024 ميلادية
قصيدة رثاء ياسر

       يمتلك الحزن أدواته المتمكنة في تأثير دربه داخل النفس متى شاء .

فمن يخبر الطفلة عن هذا الجبل الذي يرقد فوق القلب بلا رحمة، فيوقفها عن جز الشريان بسكين سؤالها

(( ربــى)) تسال بكل براءة وطهارة والدها (فهد) عن خالها ياسر… فمن يشرح لها ان ياسر الطالب في كلية الملك خالد العسكرية لم يتمكن من تحقيق حلمه بان يتخرج ضابطا … إذ كان موعد الموت سابقاً لموعد الحلم … في ليلة 29 رمضان 1419هـ توفي عليه رحمة الله

وهكذا يجيب ابو ربى على سؤال ابنته وكأنه يبلل القلوب بحزنه

  رضيت بـاللـي كـتـب ربــي علـى عينــــي

يــاعـل مــاهــا علـى الغـالين ديـمـومــه

يــاعـل مـا تـذرفــه لـــو مـا يسلينـــي

يسقـــي صدوقـه تــراب العــود ورسومــه

لـو المقــاديـر مــا دلــت عـناويـنــــي

مـا ودعـت ليلـة الـخـــلان مكلـومــــــه

ومـا طـاح حـلـم العيـــون اللـي تـراعيـنـي

واوهـن قــوي العـزوم وطاحـت عــــزومـه

ياعــونـة اللـه ومـاجــا منـه مـرضـينــي

النفـس فــي دبـــرة المعـبـــود محكـومـه

مـن غـاب يـاســـر وانا حزنـي مخــاويـنـي

لـيـــلٍ اذبـه لـيـــلٍ احــسب نجــومــه

واليـاس يــطـوي رجــاي ويــرتحـل فينــي

وانـــا اكـذب واصـدق (يـا ربـــى) يومــه

حتـى وانـا اصافــح اللــي جـا يــعزيـنــي

اقــول فــي خـــاطــري ذا الناس منجومــه

نـسـيـت كــل الوجـيــه اللـي تــواسـينـي

النـاس صـارت سـوى .. والأرض مـزحــومـه

ومن شفت خـالـك حـجـبه الـلـبن والطـيـنـي

بـكـيـت من طيـحـةٍ مـا عـقبها قـومـــــه

وخليت دمـعـة عـيـونــي بـيـنه وبـيـنــي

كـفـنـت بــوح العزا في بـاقـي هـدومــــه

يـا بـنتـي اللي سـكنتـي في شـرايـيـنــــي

لا تجرحــي قلبـي اللي ضا ق بهـمـومـــــه

تكـفـيـن تكـفـيـن… فيـنـي ما يـكـفينــي

لا تـنـتـبه عــبـــرة فالصـــدر مكتومــه

يـوم ان قلبــي علـى رجلـــي يـوديـنـــي

الدرب خلى زمــان الــوصــل في نــومـــه

وأقـبلــت وأقـفـيـت والـذكـــرى تبارينــي

وأزريت اذم الزمـــــان المــــر وآلـــومه

ســافــــر بـخــالك ولا ردّه على عــينــي

وأنــا أحسب أنـــه يجي للبيت بـنـجــومــه

 

نشرت في مجلة المختلف العدد 95 في يونيو 1999م

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سبتمبر 17th, 2009 at 3:24 م